التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-9-2022

ملخص التقدير الفلسطيني

30-9-2022

 

ليس من قبيل المبالغة القول إن قادة الكيان الغاصب يعيشون هذه الأيام كابوساً اسمه الضفة الغربية.  إذ إنه بموازاة رفع الاحتلال حالة التأهب في المناطق الحدودية المحاذية للضفة، يستعر الجدل في الكيان حول تصاعد المقاومة الفلسطينية للاحتلال في الضفة الغربية، وتتزايد الأصوات التي باتت تسخر من فكرة إدارة الصراع، أو خفض ألسن لهبه، وسط حيرة حكومة العدو بشأن إن كان عليها تقليص المداهمات والاعتقالات أم أن تقوم بحملة ثانية من عملية "السور الواقي". يأتي ذلك على خلفية ازدياد استخدام السلاح داخل الضفة الغربية المحتلة خلال الشهور الأخيرة ضد قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في محاور الطرق، وآخرها العملية الجريئة  التي نفّذها الشابّان أحمد وعبد الرحمن عابد، من بلدة كفر دان، في 14 أيلول 2022، عبر اقتحامهما حاجز الجلمة المحصَّن في مدينة جنين، ونصْب كمين لقوّة إسرائيلية هناك، والاشتباك معها لساعات، هرعت على وقْعه مروحيات عسكرية وسيارات إسعاف عديدة إلى المكان لإجلاء المصابين، قبل أن يعترف جيش العدو بمقتل أحد ضبّاطه ويتكتّم على عدد المصابين.

فاقمت عملية حاجز الجلمة المحصَّن الأخيرة في مدينة جنين ، وما سبقها وتبعها من عمليات إطلاق نار على جنود الاحتلال ومستوطنيه، هواجس سلطات الاحتلال الأمنية قبيل الأعياد اليهودية، في ضوء الإنذارات الساخنة بوقوع عمليات فدائية جديدة، ليس في الضفة فقط وإنّما في الداخل المحتلّ أيضاً.

 

وتُسابق "إسرائيل" الزمن لاحتواء التصعيد في الضفة الغربية قبيل الأعياد اليهودية، مُراوِحةً بين التهديد بشنّ عملية عسكرية في الشمال، وتكثيف الاجتماعات مع السلطة الفلسطينية وتصعيد الضغوط عليها للقيام بدورها في ملاحقة المقاومين، بينما المعطيات على الأرض تشي بقرب انفجار شامل، خاصة في ظلّ الدعوات إلى تنفيذ أكبر اقتحام للمستوطنين في تاريخ المسجد الأقصى، وتأدية الصلوات والشعائر التلمودية داخله.

 وتبعاً لذلك، تتواصل المساعي الدولية والإقليمية لإعادة حالة الهدوء إلى المناطق الفلسطينية، خصوصاً في شمال الضفة الغربية، خشية من اتساع نطاق المواجهات، بما فيها المسلّحة ، مع اقتراب حلول الأعياد اليهودية.

ومقابل هذه الاستعدادات  والنوايا   العدوانية تجاه الأقصى ، وجّهت فصائل المقاومة رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى الاحتلال الإسرائيلي بشأن المسجد الأقصى، وحذّرت من أن مخططات المستوطنين القادمة ستعمل على تسريع الانفجار، وأنها لا تزال تمضي في تطبيق معادلة ربط القدس والمسجد الأقصى بغزة.

 وفي المحصّلة، يُعتبر الكمين الذي نصبه الشهيدان أحمد أيمن عابد، وعبد الرحمن هاني عابد، دليلاً كبيراً  على ارتفاع  وتيرة العمل المقاوم وحالة الاشتباك في الضفة، من دون أن تؤثّر فيه عمليات الاعتقال اليومية والاقتحامات وهدم المنازل، وهو ما يعني  تآكلاً  لقوّة الردع الإسرائيلية، ونشوء شكل جديد من أشكال المقاومة.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا​

 

 

2022-09-29 11:06:40 | 322 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية