التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

15-10-2023

ملخص التقدير الإسرائيلي

15-10-2023

 

ملخص بحث حول أبعاد "معركة ديزنغوف" في تل أبيب

 

بعد أكثر من سبعة عقود من وجودها، تفتقر "إسرائيل" بشكل خطير إلى التماسك الاجتماعي؛ وهو السمة المميّزة لمجتمع قويّ وقابل للحياة. فعلى الرغم من حدوث تحسّن كبير في العلاقة  بين "اليهود" من خلفيات ثقافية وعِرقية مختلفة، لا يزال هناك انقسام اجتماعي كبير بين اليهود السفارديم (الشرق الأوسط وشمال إفريقيا) واليهود الأشكناز المنحدرين من أصل أوروبي ، والتمييز ضد العرب الإسرائيليين واحتقارهم. وبالإضافة إلى ذلك، هناك انقسام اجتماعي واضح بين اليهود العلمانيين والأرثوذكس، وبين الأرثوذكس والأرثوذكس المتطرفين، وكذلك بين الإصلاحيين واليهود المحافظين. 

وقد استخدم العديد من المحلّلين والصحافيين الإسرائيليين كلمة "حرب" في إشارة إلى الانقسام الحاصل، خاصة بعد المواجهات التي نشبت بين متديّنين بادروا إلى إقامة صلوات تفصل بين الجنسين في شوارع تل أبيب، وبين معارضين لخطوة الفصل هذه في الحيّز العام، ليمتدّ الأمر لاحقاً إلى حيفا ومناطق أخرى، ويتطور إلى احتجاجات، ثم مناكفات سياسية، واتهامات متبادلة ببث الكراهية بين مؤيّدي خطة التعديلات القضائية التي تقودها الحكومة ومعارضوها.

وقد عزّزت حالة السجال الشديد التي شهدها "يوم الغفران" في "إسرائيل"، حول "هوية إسرائيل" وتوجهاتها، خطاب الكراهية، وأذكت نار "الحرب" الداخلية بين فئتي المتدينين والليبراليين ومختلف الشرائح المتنازعة، في مسألة الهوية والسيطرة على الحيّز العام. و"يوم الغفران"، في الوضع الطبيعي، هو يوم يصوم فيه اليهود ويلتزمون خلاله منازلهم، أو يتوجهون إلى دور العبادة "الكنس" لأداء الصلوات؛ إلاّ أنه شهد هذا العام صدامات غذّتها حالة الانقسام بشأن خطة التعديلات القضائية. وفي السياق، كتب الصحافي أنشيل بيبير في صحيفة "هآرتس"، مُنتقداً "الهجوم الذي شنّته الحكومة اليهودية الأصولية التي شكّلها بنيامين نتنياهو، على الديمقراطية الإسرائيلية؛ بالإضافة إلى تنمّرها الصارخ على كلّ قيمة من قِيم "إسرائيل" الليبرالية، وأعطى الإشارة لبدء حرب ثقافية وحرب دينية". وأضاف الكاتب أنّ "هذه الحرب كانت متوقعة، وربما كان لا بدّ من اندلاعها في وقت ما. لكن لا شك أن الانقلاب السلطوي (التعديلات القضائية) كان هو المحفّز لذلك. وعندما تكون تل أبيب في حالة حرب، لا يمكن إقامة حواجز للفصل بين الجنسين في صلاة يهودية". واعتبر الكاتب أنّ "الحرب على الديمقراطية ليست مجرّد حرب على الترتيبات الدستورية وصلاحيات المحكمة العليا التي تمّ الدوس عليها عندما تصرّفت الشرطة بشكل مخالف لأمر المحكمة العليا، وسمحت بوضع فاصل بين النساء والرجال خلال الصلاة في تل أبيب؛ ولكنها أيضاً حرب على الحيّز العام في تل أبيب التي اعتقدت أنها تستطيع الهروب من مصير القدس (المحتلة) التي يزداد فيها تأثير المتديّنين". وتابع: "هي أيضاً حرب على الهوية اليهودية لكل مواطن إسرائيلي يهودي. الحرب الدينية التي بدأت رسمياً في إسرائيل مع دخول صوم يوم الغفران، وهي ستستمر وستكون قبيحة، في تل أبيب، وربما في مدن أخرى؛ وقد بدأ الصبر على وجود بؤر استيطانية لليهودية المتعصبة ينفد". ورأى الكاتب أنه "في هذه المرحلة، يبدو أنه لا توجد طريقة للتجسير بين أولئك الذين اعتبروا أحداث يوم الغفران في تل أبيب محاولة من قِبل المتعصبين دينياً لانتهاك قرار المحكمة العليا وفرض الفصل بين الجنسين في قلب مدينة ليبرالية علمانية، وأولئك الذين رأوا أنّ هناك متطرفين علمانيين يحاولون منع اليهود من إقامة احتفال ديني مقدّس. وهذا الصدع في المجتمع الإسرائيلي هو إرث نتنياهو، ولا يمكن إصلاحه قريباً. بل على العكس من ذلك، من المرجّح أن تحاول الحكومة تعميقه أكثر". وتوقّف الكاتب عند تصريحات نتنياهو حول الأحداث الأخيرة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي جاء فيها أنّ "متظاهرين من اليسار قاموا بأعمال شغب ضد اليهود أثناء صلواتهم". واعتبر الكاتب أنّ "الرسالة واضحة: هناك يساريون وهناك يهود (..) على مدى ثلاثة عقود ظل نتنياهو يستغل الانقسام المصطنع بين (اليهود) و(الإسرائيليين) لبناء القاعدة السياسية". وخلص الكاتب إلى أنه "في يوم الغفران، تم دق ناقوس الخطر بشأن الخروج إلى حرب على اليهودية في إسرائيل. لا يكفي تغيير الحكومة ووقف الانقلاب السلطوي. بل على أولئك الذين يسعون إلى الحفاظ على الديمقراطية الإسرائيلية أن يشاركوا أيضًا في النضال من أجل هويتها اليهودية (أي شكل وماهيّة هويتها اليهودية)". 

وباختصار، يمكن القول إنه في عيد "يوم الغفران" في هذه السنة، سُمعت صرخة الانطلاق نحو "الحرب" من أجل اليهودية في إسرائيل، وإن اليمين الديني المتطرف في كيان العدو يقوم في المرحلة الراهنة بمحاولاتٍ لا تهدأ من أجل فرض قِيمه وإيديولوجيته على الجميع؛ وهو الأكثر تنظيماً رغم أنه أقلّية، لكنه يستغل هدف نتنياهو بالنجاة من قضايا الفساد التي تلاحقه، ليمضي في التعديلات القضائية بعيداً، بحيث يصبح أكثر قدرة على فرض سياسته الثيوقراطية على مجمل الإسرائيليين، وعلى الفلسطينيين، الأكثر تضرّراً من وجوده في الحكومة وفي مراكز القرار القادرة على فرض سياسات استيطانية توسعية واعتداءات إجرامية على الفلسطينيين، وذلك بحماية الجيش والشرطة التي يديرها الإرهابي بن غفير. 

في هذا البحث نتناول موضوع تفجّر الاشتباك المباشر بين العلمانيين والمتدينين بتل أبيب في عيد "يوم الغفران"، وتداعياته في المجالات السياسية والاجتماعية. 

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2023-10-16 09:58:36 | 183 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية