التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-10-2023

ملخّص التقدير الفلسطيني

30-10-2023

 

 لا تزال "إسرائيل" متردّدة حيال اجتياح بريّ لقطاع غزة، تحسّباً من أن يؤدّي اجتياح كهذا إلى دخول حزب الله إلى الحرب بقوّة أكبر، ومن الخسائر التي ستتكبّدها بسبب دخول القوات إلى القطاع المكتظ بالمدنيين، وبسبب شبكة الأنفاق فيه. إضافة إلى ذلك، ثمّة تخوّف آخر في "إسرائيل"، وهو يتعلق بمدى جهوزية قواتها لاجتياح كهذا، وما إذا كان الجيش الإسرائيلي قادر على تحقيق أهداف الحرب على غزة التي أعلنت عنها، وفي مقدّمتها "تدمير حماس والقضاء عليها". هذا في الوقت الذي رفعت فيه واشنطن من مستوى إجراءاتها العسكرية ودعمها المستمر لإسرائيل، من خلال تعزيز قواتها، والتي أشارت إلى أنه يدخل في الإطار الدفاعي البحت، خشية تعرّضها لهجمات، خصوصاً من حزب الله وحلفائه في المنطقة.

 بموازاة ذلك، عقد رئيس الحكومة الصهيونية، بنيامين نتنياهو، لقاءين مع مفوّض شكاوى الجنود السابق، يتسحاق بريك، وهو ضابط برتبة لواء في الاحتياط، والذي يُعتبر أبرز ضابط إسرائيلي يوجّه انتقادات للجيش؛ وهو أصدر تقارير عديدة، خلال السنوات الماضية، حول جهوزية الجيش الإسرائيلي، وخاصة سلاح البرّ فيه، للحرب. كذلك التقى وزير الأمن، يوآف غالانت، مع بريك، الذي دعا  من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى الامتناع عن شن اجتياح بري كبير لقطاع غزة "في هذه المرحلة".

 إلى جانب ذلك، تشكّل أنفاق غزة هاجساً كبيراً للقيادتين السياسية والعسكرية للعدو.  وتبعاً لذلك، أشارت صحيفة "معاريف" إلى أن "السؤال الأول يتعلق بنوعية الحلول الموجودة بأيدي الجيش الإسرائيلي لمواجهة تهديدات أنفاق حماس، وبحيث يستغل تفوّقه البارز فوق الأرض. والسؤال هو: هل سينجح الجيش الإسرائيلي منذ المرحلة الأولى في دفع خط الدفاع الأول لحماس إلى الخلف، والتركيز على ممارسة ضغوط على مراكز قوة حماس في المدن الكبرى، وفي مقدّمتها غزة".

وأضافت الصحيفة أن "السؤال الثاني بشأن غزة متعلق بقدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق إنجازات حقيقية في ميدان القتال، وبحيث يكون بالإمكان ترجمة الإنجازات إلى هدف سياسي لا يُبقي مكاناً للشك حيال قدرة حماس على مواصلة قيادة قطاع غزة بعد الحرب. وأي شيء أقل من ذلك سيعني عدم تنفيذ الأهداف التي وضعتها دولة إسرائيل أمامها بالقضاء على حماس والانتصار عليها بصورة واضحة".

بالمقابل، تواصل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الضغط للإسراع بإصدار أوامر باجتياح قطاع غزة المحاصر. ويرى كبار القيادات في الجيش الإسرائيلي أنه "لا مناص" من الدخول إلى غزة، لـ"تحقيق أهداف الحرب" التي حدّدتها القيادة السياسي "حتى لو كان الثمن سقوط العديد من القتلى في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي" .ما تجدر معرفته أن الولايات المتحدة تلعب دوراً كبيراً في التخطيط العسكري الإسرائيلي في هذه الحرب، خاصة أنها تتخوّف من احتمال دخول "حزب الله" اللبناني إلى المعركة.

 وفي المحصّلة، فإن قسماً كبيراً من أصعب المعارك التي ستأتي في هذه الحرب، سوف تكون بعيدة عن الأنظار، في ظروف بالكاد يتخيّلها معظمنا؛ فهناك عنصر المفاجأة.  وبالتالي ثمّة إجماع لدى المحلّلين الغربيين أن النتيجة من غزو البري قد تتوقف على ما سيحدث في تلك الأعماق الكهفية؛ حيث ستتحوّل غزة حينها الى مقبرة لجنود الاحتلال.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

 

2023-10-30 11:27:08 | 221 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية