التصنيفات » التقديرات النصف شهرية

30-5-2025

 

ملخّص التقدير الإسرائيلي 
30-5-2025

ملخّص بحث حول "الخلاف بين ترامب ونتنياهو: علاقة مُضطربة.. وأهداف مشتركة"!

لم يقتصر الدعم الهائل الذي قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل على السلاح النوعي القاتل، وإنّما بدأ بالشكوى بشكل وقح من مساحة "إسرائيل" الصغيرة، والتحدّث عن ضرورة تهجير الفلسطينيين من بيوتهم وأرزاقهم، بدعوى أن هذا هو الأفضل لهم بعد المصير القاتم الذي أوصلهم إليه إجرام حليفه بنيامين نتنياهو. ومن ثمّ ذهب ترامب بعيداً، إذ فاجأ العالم بحديث جاد عن تهجير أهل غزة بشكل دائم، واستيلاء الولايات المتحدة على القطاع "عبر ملكيّة طويلة الأجل"، لتطويره عقاريًا وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، على حد قوله. وفيما بعد، تراجع ترامب عن هذا الموقف مُستدركاً القول: "لا أحد يطرد أي فلسطيني من غزة". وهنا دبّ الحماس عند بعض المُراقبين الذين اعتبروا أن طبيعة  ترامب تفتح الباب أمام الكثير من المفاجآت، التي ظهر منها:
- لقاء مُفاجئ مع "حماس"، حيث خرج البيت الأبيض ليؤكّد تسريبات إعلامية أفادت بإجراء مُباحثات مباشرة بين إدارة الرئيس ترامب وحركة حماس التي تقود المقاومة في قطاع غزة، والتي تُصَنّفها واشنطن "منظمة إرهابية" منذ عام 1997.
- التعامل مع الحوثيين: أعلَن الرئيس ترامب، في 6 مايو/أيار، عن اتفاق مع الحوثيين يقضي بوقف الضربات العسكرية الأميركية مقابل التزام الجماعة بعدم استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر. ولم يكتف ترامب بالاتفاق مع الحوثيين، وإنما امتدَحهم قائلًا إن لديهم الكثير من الشجاعة والقدرة الكبيرة على تحمّل الضربات. وهذا الموقف الأميركي الذي بدا مُنفرداً ومُتجاهلًا للحليف الإسرائيلي أثار غضب نتنياهو، الذي توعّد بشن مزيد من الهجمات على اليمن، حتى لو لم ينضم "الأصدقاء الأميركيون"، على حدّ قوله. 
- المباحثات مع إيران: في السابع من أبريل/نيسان، أعلن ترامب، لأوّل مرّة، عن إجراء مُحادثات أميركية "مباشرة" مع إيران؛ وهو ما أثار غضباً لدى الجانب الإسرائيلي، فقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن حكومة نتنياهو لم تعلم مُسبقاً بهذا الأمر، وإن الصدمة علَت وجوه المسؤولين الإسرائيليين عقب الإعلان عن المفاوضات. وقد لخّصت قراءة تحليلية -نشَرها الخبير العسكري والأمني رون بن يشاي، في صحيفة يديعوت أحرونوت- موقف إسرائيل، مُعتبرًا أنه كانت هناك فرصة لضرب إيران في ظل حالة ضعف اقتصادي واجتماعي تمرّ بها؛ لكن ترامب أوقف ذلك باختياره الذهاب للمفاوضات. وقالت الصحيفة إن إسرائيل التي كانت لاعباً رئيساً في الملف النووي الإيراني، تبدو الآن خارج دائرة التأثير.
- زيارة ترامب للسعودية: لقد اختار ترامب أن تشمل الجولة 3 دول عربية خليجية هي: السعودية وقطَر والإمارات؛ والمُثير أنها تُعَدّ الزيارة الخارجية الأولى له، باستثناء زيارة طارئة للفاتيكان شارك فيها بتشييع البابا فرانسيس. والأكثر إثارة في الأمر أن برنامج الزيارة لم يشمل "إسرائيل" التي تُعَدّ الحليف التاريخي لأمريكا بالمنطقة . 
- عدم اشتراط التطبيع: الولايات المتحدة لم تعد تُطالب السعودية بتطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" كشرط لإحراز تقدّم في محادثات التعاون النووي المدني. وبحسب رويترز، يُعَدّ التخلّي عن مطلب إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية و"إسرائيل" تنازلًا كبيرًا من واشنطن، إذ كانت المحادثات النووية في عهد الرئيس السابق بايدن جزءاً من اتفاق أميركي -سعودي أوسع نطاقاً، جرى ربطه بالتطبيع وإبرام معاهدة دفاعية بين الرياض وواشنطن. وقال مُراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي ياني كوزين، إن المُحيطين بالرئيس الأميركي "أخبروه أن نتنياهو يتلاعب به، ولا يوجد شيء يكرهه ترامب أكثر من أن يظهَر كأنه مغفّل. لذلك قرّر قطع الاتصال معه". وأضاف: "ربما سيتغيّر ذلك لاحقاً؛ لكن هذا هو الوضع حالياً". واختصر الكاتب الأميركي الشهير، توماس فريدمان، الأمر بقوله: "حكومة نتنياهو ليست حليفتنا". وأكّد أن نتنياهو يُقَدّم مصالحه الشخصية على حساب مصالح "إسرائيل" والولايات المتحدة معاً. ووصَف الكاتب الحكومة الإسرائيلية بأنها "يمينيّة متطرّفة" لا تسعى للتعايش مع جيرانها العرب، بل تضع أولويّاتها في "ضم الضفة الغربية، وطَرد الفلسطينيين من غزة، وإعادة بناء المستوطنات هناك". وما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن الخلافات الأميركية الإسرائيلية - وإن كانت حقيقية- إلّا أنها تنطوي على عوامل الحلّ والتهدئة أكثر من عوامل التصعيد والتفاقم في المستقبل.

لقراءة التقدير كاملاً انقر هنا

2025-05-31 11:42:54 | 112 قراءة

مركز باحث للدراسات الفلسطينية والاستراتيجية