كلمة رئيس المكتب السياسي الأخ خالد مشعل في احتفال حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالذكرى السادسة عشرة لانطلاقتها في بيروت
كلمة الأخ خالد مشعل
تحت شعار
(تأكيداً على التمسك بنهج الجهاد والمقاومة)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه و من والاه وبعد،
أصحاب الدولة والمعالي والسماحة والسعادة..
ضيوفنا الكرام .. الإخوة والأخوات ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأشكر لكم حضوركم معنا ومشاركتكم إيانا في يوم حماس ..
وهو يوم من أيام فلسطين .. وجزء من الزمن الفلسطيني.. زمن الجهاد والمقاومة..
· في الاستهلال، وفي يوم حماس، لابد من كلمة عن الشعب .. نبدأ بها الحديث..
× هو الشعب صانع المجد، وصانع الانتصار ..
× هو البحر الزاخر تحيا فيه المقاومة، وتتدفق منه روح الجهاد..
× هو الشعب .. ألقى فيه ربنا السكينة، وألهمه الصبر، وأنار له البصيرة ..
فلا هلع ولا جزع .. برغم شدة العدوان والقتل والتدمير ..
ولا تراجع عن المقاومة ولا يأس من جدواها .. رغم طول الطريق وشدة العذاب..
ولا انخداع بالمبادرات والبرامج المنمقة .. رغم كثرتها، وتلاعبها بالمشاعر والعواطف، واستغلالها البشع للمعاناة..
× إنها رعاية الله بالسكينة والصبر والبصيرة.. وإنها بركة الأرض المباركة والمقدسة، تفيض على أهلها وشعبها ومَنْ في أكنافها..
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه عن الطائفة المنصورة في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس: " لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله ".
× فالتحية لشعبنا الفلسطيني المجاهد المصابر، لشهدائه وأسراه ومعتقليه، ولمجاهديه وأبطاله واستشهادييه، رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، ولكل جماهيره المنتفضة على الاحتلال..
× والتحية كذلك لأمتنا العظيمة، فشعبنا ليس إلا واحداً منها، وابناً باراً لها، وهي التي وقفت جماهيرها إلى جانبه، وانتفضت معه، ودعمت صموده. ولولا القيود والعوائق، لتدفقت جماهير الأمة بالملايين تجاهد مع شعبنا بالدماء والأرواح.
العنوان الأول : نظرة في حصاد السنين .. ستة عشر عاماً:
على قدرٍ جاءت حماس..
× يوم انحسر الخيار العسكري وتراجع الاهتمام بالقضية .. انطلقت انتفاضة شعبنا الأولى، وانطلقت معها وبها حماس.
× ويوم تحرك قطار التسوية الجارف، يحاول فرض التنازلات على الأرض والشعب والأمة .. قالت لا وصمدت حماس.
× ويوم شاخت التسوية وفشلت مشاريعها .. اشتدت المقاومة واشتد عود حماس.
× ويوم قزّم البعض حلمنا الفلسطيني وحولوه إلى فتات ..
واستبدلوا الاستراتيجية بالتكتيك .. واختزلوا الوطن في 67، وبات نهاية المطاف وغاية المُنى..
ومع ذلك لم يثبتوا عليه، بل ساوموا عليه مرة، وساوموا عليه مرات..
ساوموا على الأرض، وعلى القدس، وعلى حق العودة، وعلى الحدود والسيادة ..
فلم تعد لديهم ثمة قداسة .. لا للهدف الاستراتيجي، ولا للهدف المرحلي..
يوم جرى كل ذلك .. رفض شبعنا وقاوم، وتقدمت حماس، ومعها قوى المقاومة المخلصة، لتعيد الصراع إلى جذوره، والأمل إلى حقيقته..
ولتعود الثقة من جديد بحتمية الانتصار على العدو ..
وأن تحرير الأرض واستعادة الحقوق والعودة إلى الوطن .. حقيقة ممكنة، وليست مجرد حلم أو وهم أو مسألة تاريخية!!
وأن فلسطين لا زالت هي فلسطين .. ولا زال الهدف هو الهدف .. وأن تحرير أي جزء من أرضنا ، لا يمكن أن يكون نهاية الحق أو بديلاً عن بقية الأرض، لكنه نقطة البداية، وخطوة على الطريق .. نحو فلسطين، كل فلسطين.
· نحمد الله ويشرفنا أننا في حماس، ومعنا شعبنا وقوى المقاومة، قاتلنا ولا زلنا نقاتل الاحتلال الصهيوني بضراوة..
× عززنا روح الجهاد والنضال، وأعدنا ثقة الشعب والأمة بالمقاومة..
× قدمنا صوراً عظيمة من التضحية، وقامات عملاقة من المجاهدين والشهداء والأسرى، على صعيد القادة وعلى صعيد الكوادر.. ونماذج مبدعة في الإرادة، والصبر، والانتصار على الذات، وتطوير أدوات المقاومة ..
× وتمسكنا بحقوق شعبنا، وتشبثنا بخط المقاومة واستمراريتها، رغم شراسة المواجهة وشدة الضغوط ..
× متسلحين في ذلك كله بوضوح الهدف، وسلامة البوصلة، والثبات على النهج، والنفس الطويل في إدارة الصراع ..
· نحمد الله ويشرفنا أننا انحزنا دائماً إلى حق الشعب والأمّة..
× حافظنا على الحقوق، وتمسكنا بالمبادئ، ودافعنا عن المصالح العليا..
× وتلمسنا دائماً آلام شعبنا، وعززنا صموده، وقمنا بواجب الخدمة والعون له، واقتسمنا معه الحزن والفرح ولقمة العيش، وعشنا معه الحال بالحال..
× وبنينا معه ومن أجله مؤسسات تدعم اقتصاده، وتمنحه حياة كريمة، وتواسي فقراءه وضعفاءه، وتثبِّته في أرضه ليواصل الصمود والمقاومة .. وشكلنا جسر الثقة بينه وبين أهل الخير والعطاء من أمتنا وأبناء شعبنا في الشتات..
· نحمد الله على توفيقه لنا في حصر المعركة ضد الاحتلال الصهيوني وحده، ورفض الاستدراج للمعارك الجانبية..
× حقنّا الدم الفلسطيني، وصُنّا الوحدة الوطنية، وتسامينا على جراحنا وآلامنا.. قدّمنا الصالح العام على الخاص، ومددنا أيدينا للجميع، للمخالفين كما للمؤيدين، ولمن أساء إلينا كما لمن كان معنا وأحسن إلينا..
× انفتحنا وعمِلنا مع جميع أبناء شعبنا وفصائله وفئاته، جنباً إلى جنب.. مع المسلمين والمسيحيين، واليسار واليمين، والإسلاميين والقوميين..
فنحن شعب واحد، وعدونا واحد، ونحن شركاء في الوطن والقضية.
· نحمد الله ويشرفنا أننا أعدنا القضية إلى عمقها العربي والإسلامي، وفضائها الإنساني.. و انفتحنا على أحرار العالم..
× حيّدنا نقاط الاختلاف مع كل طرف في أمتنا، دولةً كان أم تنظيماً أم حركة .. تجنباً لأي نزاع لا يخدم إلا العدو الصهيوني..
× نأينا بأنفسنا عن التدخل في شؤون غيرنا، بذات القدر الذي رفضنا تدخل الآخرين في شؤوننا، ونقصد شأننا الداخلي كحركة، وليس كقضية، فنحن كنا ولا زلنا نرى أن قضية فلسطين شأن عام لشعبنا ولأمتنا..
× سعينا لتعزيز الثقة بقضيتنا، باعتبارها عامل توحيد للأمة، لا عامل تفريق وتمزيق..
× واجتهدنا أن نقدم المقاومة الفلسطينية لأمتنا من مدخل المصداقية في السلوك والمواقف، والقدوة في ميدان الجهاد والعمل، وليس من مدخل الطمع والتبعية، أو التهديد والمزايدة ..
× فنحن لا زلنا نأمل في أمتنا خيراً، رغم كل ما تعانيه من قصور وضعف واختلاف، ونسعى لرفع سقفها السياسي، وزيادة صلابتها في مواجهة الضغوط والتهديدات، وتطوير مواقفها، والارتقاء بأدوارها الكبيرة الجادة لصالح شعوبها وقضاياها الكبرى ..
· نحمد الله ويشرفنا أننا نجحنا مع أبناء شعبنا وفصائله المجاهدة في تثبيت القضية على الخارطة، وإعادتها إلى صدارة الأحداث، وحفظها من الضياع والتصفية، وإعادة أولويتها لدى العرب والمسلمين، وتأكيد عدالتها لدى أحرار العالم..
× نجحنا من خلال صمود شعبنا وتضحياته في كشف الكيان الصهيوني على حقيقته، وانكشاف وجهه القبيح .. فاتسعت موجة العداء والكراهية له في الشرق والغرب..
× وباتت "إسرائيل" لدى الوجدان العالمي الشعبي الحر .. الخطر الأكبر على العالم والإنسانية .. كما باتت في نفسها مهزوزة مهزومة، مضطربة في حاضرها، متشككة في مستقبلها ..
× ولم تكد تفرح بسلسلة انتصاراتها في حروبها الرسمية، حتى وجدت نفسها مهزومة في مواجهة مقاومة شعبية في فلسطين ولبنان، وانتفاضات متلاحقة، عجزت عن وقفها والقضاء عليها، فأدخلها ذلك في مآزق عدة: أمنية واقتصادية وسياسية وإعلامية ومعنوية إلخ..
· نحمد الله ويشرفنا أننا اجتهدنا، ولعلنا وُفقنا، في الجمع بين البرامج والأولويات الوطنية: مقاومة الاحتلال، والتحرك السياسي، والتعبئة الجماهيرية، والخدمة الاجتماعية والإغاثية، وتحصين المجتمع الفلسطيني، وتمتين نسيجه الاجتماعي والوطني والأخلاقي، وحشد الأمة لصالح القضية..
× واجتهدنا كذلك في التوازن الدقيق بين الصلابة والمرونة، والاستراتيجية والتكتيك، والمقاومة والسياسة، والقوة والوعي، والمبادئ والمصالح، والالتزام والانفتاح، ووحدة القرار وحرية الرأي، واحترام القيادة والتزام الشورى (الديمقراطية)..
× كما اجتهدنا في الموازنة بين الداخل والخارج، وبين شعبنا تحت الاحتلال وشعبنا في الشتات، وبين الخصوصية الفلسطينية والانتماء العربي والإسلامي، وبين الالتزام الديني والانتماء الوطني والقومي، وبين الهوية الإسلامية والانفتاح الحضاري والإنساني..
× يصاحب ذلك إيمان عميق بالله تعالى، وثقة راسخة بوعده ونصره، والتزام بنهجه وآدابه، وأمل متجدد بالمستقبل، وثقة بالعاقبة والمصير..
· كل ذلك مما يشرفنا ونحمد الله تعالى عليه.. فهو سبحانه صاحب الفضل والمنة، ومصدر التوفيق والنجاح..
× والفضل بعد ذلك للمجاهدين والشهداء، والأسرى والمعتقلين، وللآباء والأمهات، ولأبناء المدن والقرى والمخيمات، ولشعبنا العظيم بأسره الذي احتضن المقاومة وقدم لها كل غال ونفيس .. "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"
× وإلى جانب هذا الإنجاز والعطاء .. هناك الكثير من النقص والقصور، والأخطاء والعثرات ، فتلكم طبيعة البشر، ندركها ونعترف بها، لكننا لا نستسلم لها ولا نجمد عندها، بل نتعلم ونأخذ منها الدروس والعبر، ثم نمضي في طريقنا إلى الأمام ..
· ولم يتحقق كل ذلك منا وحدنا أو بانفراد منا .. وإنما بجهود المخلصين الآخرين من أبناء شعبنا وفصائله وشخصياته المناضلة ، في السابق واللاحق ومن جماهير أمتنا وقواها الحية، التي ساندتنا ووقفت إلى جانبنا، ودعمتنا بالموقف والمال والرأي ..
× فنحن لسنا وحدنا في الساحة .. بل نحن جزء من كل ..
× ونحن حلقة من حلقات النضال الفلسطيني في تاريخه الطويل .. سبقنا في الماضي كثيرون، ويشاركنا اليوم غيرنا، وسيلحق بنا غداً - وربما يتقدمنا - آخرون ..
وكلٌّ صاحب فضل وإسهام في مسيرة النصر والتحرير بإذن الله..
× تلكم هي الحقيقة، وتلكم سنّة الله، وعبرة التاريخ في مسيرة الشعوب والأمم.
العنوان الثاني: في الموقف السياسي الراهن:
(1) خطاب شارون الأخير في هرتزليا:
· شارون على حقيقته، وهذا هو برنامجه الحقيقي:
? حكم ذاتي على 42 % من الضفة والقطاع ، بلا سيادة ولا قدس ولا عودة، مع الاحتفاظ بالمستوطنات وضمها عبر بناء الجدار..
? الالتفاف على دفع الثمن الحقيقي للمقاومة التي عجز عن وقفها.
· يغري شارون بذلك:
× موقف الإدارة الأمريكية وانشغالها بالعراق والانتخابات الرئاسية.
× المبادرات والاتصالات الفلسطينية المجانية/ وثيقة جنيف .. الخ، التي تساعد شارون في الخروج من مأزقه..
· ومع رفضنا لكل ما يطرحه شارون، إلا أن هناك دلالة لافتة لخطابه الأخير لابد من الإشارة إليها .. وهي بداية التراجع في المشروع الصهيوني، واتجاهه نحو الانكفاء للداخل،في ظل مأزقه المتفاقم.
· الموقف المطلوب من السلطة ومن الدول العربية:
× عدم الخضوع للتهديد.
× وقف الاتصالات والمبادرات، وترك مأزق شارون يتطور..
· موقفنا في المقاومة :
مهما فعل شارون،ومهما هدد وتوعد، وواصل القتل والحصار وبناء الجدار...
× لا أمن للصهاينة، ولا استقرار لكيانهم ..
× لا ثمن للمقاومة غير زوال الاحتلال واستعادة الحقوق ..
× والمستقبل لفلسطين وليس لـ "إسرائيل"..
(2) وثيقة جنيف، والمبادرات واللقاءات المجانية مع العدو:
× أياً كانت النوايا خلفها، فهي تصب في مصلحة العدو وتساعده على الخروج من مأزقه.
× وهي لا تحدث اختراقاً في ساحة العدو، بل اختراقاً وأزمة في الساحة الفلسطينية.
× وهي فوق ذلك لا تلبي حقوق شعبنا ولا تضمنها، بل تضيّعها..
فلا سيادة ولا دولة، ولا قدس ولا عودة، ولا أرض ولا حدود، ...
× إنها تعكس مأزق التسوية وانسدادها، وأزمة فريق أوسلو، وليس أزمة شعبنا. وتدل على ضيق هذا الفريق باستمرار الانتفاضة والمقاومة، فيريد الخروج منها بسرعة، إلى البيئة الطبيعية لبرنامجه وهي التسوية!!
× وخارطة الطريق ليست بأحسن حالاً منها .. ومصيرها الفشل منذ ولادتها .. لأنها رغبة أمريكية ودولية في إطفاء الحريق المشتعل في فلسطين، وبأقل ثمن للفلسطينيين، ووفق قاعدة الأمن للصهاينة أولاً، ثم يكون بعدها التفاوض.
(3) الحوار الفلسطيني - الفلسطيني:
× كفى حواراً يتمحور حول التهدئة أو الهدنة!! أي الوقف الشامل للمقاومة .. يبدأ مؤقتاً ثم يكون دائماً !! إنه المدخل الخاطئ للحوار..
× ولماذا ندفع - كفلسطينيين ومقاومة –ثمن أزمة يعاني منها شارون وبوش .. لا نحن.
× والمدخل الخاطئ الآخر للحوار، هو التفويض.. بدعة جديدة، دلالتها خطيرة :
- إضفاء الشرعية على التنازلات الجديدة.
- دلالة التفويض بعد وثيقة جنيف!!
- وهي التفاف على إحدى نقاط الحوار: المشاركة في القرار الفلسطيني!!
× نعم .. لحوار فلسطيني فلسطيني، وفلسطيني عربي، مدخله:
التوافق على رسم استراتيجية: تؤكد على خيار المقاومة، وتعزز منجزاتها، وتضع لها هدفاً واضحاً وحاسماً: إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق، وتحشد الإمكانات الفلسطينية أولاً، ثم العربية والإسلامية ثانياً، من أجل إنجاح هذه الاستراتيجية.
ومن ينظر بعمق في أوضاع الكيان الصهيوني، ومآزقه الداخلية والخارجية، بعد ثلاث سنواتٍ فقط من انتفاضة شعبنا ومقاومته العظيمة، يدرك أن مثل هذه الاستراتيجية واقعية جداً، وقابلة للنجاح بإذن الله.
(4) قراءة المرحلة وفحص الخيارات والرهانات:
× الكيان الصهيوني في مأزق .. لكنه في صراع وتجاذب داخلي حول الموقف من الحقوق الفلسطينية ومن الانسحاب.
وهناك من هو على يمين شارون، وهناك من هو على يساره ..
ولم تأت بعد لحظة أخذ العدو قراراً إجبارياً بالانسحاب الحقيقي ..
وبالتالي: لا رهان على شارون، ولا على اليسار الصهيوني..
والبديل المطلوب: تعميق مأزق شارون وكيانه، وليس التخفيف منه بالمبادرات المجانية..
× الإدارة الأمريكية في مأزق .. في العراق، أفغانستان، معركة الانتخابات الرئاسية ..
و الصراع العربي الصهيوني ليس أولوية لها اليوم ..
وهي غير مستعدة ولا قادرة على فعل شيء في هذه المرحلة ..
كما أنها لا تستطيع الضغط الحقيقي على شارون (رد فعلها على خطاب شارون الأخير دليل على ذلك)، فهي في موسم انتخابات..
حقيقة ما تريده أمريكا مجرد التحرك السياسي لملء الفراغ خلال عام 2004م، وتهدئة الصراع في فلسطين كي لا يعكر عليها أولوياتها للمرحلة ..
وبالتالي: لا رهان على الإدارة الأمريكية (بوش)، ولا يجوز التحرك وفق إيقاعها وأجندتها!!
× ليس هناك رهانات أخرى لدى جماعة التسوية .. فما هو البديل؟
في ضوء ذلك: الخيار الوحيد :
هو الاعتماد على الذات بعد الله تعالى، واعتماد استراتيجية المقاومة، والتوحد والصبر عليها، وتوفير متطلباتها، وإدارة الصراع بنفس طويل.
× وإذا كان ثمة فراغ سياسي متوقع في العام القادم 2004 في ظل انشغال الإدارة الأمريكية ومأزقها ..
فهذه فرصة ذهبية لاستغلال الفراغ بملئه وفق إرادتنا وبرنامجنا وأولوياتنا.
× أما الضغوط والتهديدات الموجهة للأمة ..
فنحن ندركها جيداً، لكن لابد من مواجهتها على قاعدة دفعها والصمود أمامها ...
? قانون محاسبة سورية.
? الضغوط على السعودية وربما قانون قادم لمحاسبتها.
? الضغوط على مصر.
? الضغوط وفتح الملفات لإيران.
وأحد أهم شروط مواجهة هذه الضغوط والتهديدات .. بناء استراتيجية مشتركة على مستوى دول الأمة.
(5) قضية الاحتلال الأمريكي للعراق (أو المسألة العراقية):
× مع بداية العدوان والاحتلال كان الوضع في العراق يمثل نقطة ضعف وتهديد للأمة..
والآن يمكننا التعامل معه كنقطة قوة لنا وإضعاف للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة وتهديداته لها.
× المقاومة العراقية للاحتلال حق مشروع وخيار حقيقي للشعب العراقي .. ويجب أن يكون الموقف العربي والإسلامي منسجماً ومؤيداً لهذا الخيار.
× ومطلوب توحد عراقي شعبي ومن جميع قواه على خيار المقاومة.
× ومطلوب توحيد للصف العراقي وتجاوز كل عناصر التفجير والانقسام الطائفي والعرقي والديني.
× ومطلوب كذلك تناغم في استراتيجيات دول الأمة، خاصة دول الجوار، تجاه المسألة العراقية والاحتلال الأمريكي للعراق ..
وإلاّ .. فالجميع خاسرون، وإذا نجحت أمريكا في ترسيخ وجودها في العراق، فإنها ستهدد الجميع وتستفرد بهم واحداً بعد الآخر.
(6) في الشأن الفلسطيني اللبناني:
× نؤكد على رفض شعبنا وفصائله المختلفة لموضوع (التوطين) في لبنان وغير لبنان. وكل أبناء شعبنا في الشتات وفي مخيمات الداخل متمسكون بحق العودة، ولا يقبلون عنه بديلاً ولا عوضاً ولا ثمناً.
× والطريق الحقيقي لمواجهة مشروع التوطين هو بدعم خيار المقاومة الفلسطينية، ودعم شعبنا في الداخل والخارج، وتمكينه من تحرير أرضه وانتزاع حقوقه ...
(فالتحرير والعودة .. قضيتان متلازمتان)
× ونحن هنا نؤكد على احترامنا واحترام شعبنا لخصوصية لبنان، كما هو الاحترام لـبلادنا العربية الأخرى. ونحن نعتز بالعلاقة المميزة لحركتنا حماس مع لبنان بجميع فئاته وطوائفه وقواه الحزبية.
× وبهذه المناسبة، ونحن على أرض لبنان العزيزة، نوجه خالص التحية للبنان القيادة الشجاعة، ولبنان المقاومة المظفرة، ولبنان الشعب العربي الأصيل المتفاعل مع قضايا أمته.
(7) الحملة على حماس:
× لم تتوقف الحملات والضغوط على حماس منذ انطلاقتها ..
× لكن الحملة اليوم على حماس في أوجها:
عسكرياً وأمنياً ومالياً وسياسياً وإعلامياً .. الخ.
× والحملة على حماس عملياً تتحول، عملياً وبالنتيجة، إلى حملة وحصار وتجويع للشعب الفلسطيني..
× ومع ذلك، ورغم هذه الحملة الظالمة الشاملة والشرسة، فإن حركة حماس اليوم، لا تزال على العهد، وستظل بإذن الله عند مبادئها ومواقفها ورسالتها ودفاعها عن شعبها وتمسكها بحقوقه ..
ونحن مستعدون لدفع ثمن مواقفنا، ولا نبالي بأي مصير ينتظرنا ..
فنحن واثقون بالنصر والتحرير، وفي ذات الوقت ننتظر الشهادة ولقاء الله تعالى بنفوس راضية مطمئنة بإذن الله.
وفي الختام..
× نحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
× ونؤكد اعتزازنا وثقتنا بشعبنا وأمتنا ..
× ونترحم على شهدائنا الأبرار .. جزاهم الله عنا خير الجزاء، فلهم في أعناقنا ديْن كبير..
× ونعتز بجميع الأسرى والمعتقلين من أبناء شعبنا وأمتنا الذين ناضلوا من أجل قضيتهم وأمتهم ..
ونؤكد إصرارنا على الإفراج عنهم بكل ما أوتينا من قوة..
× ونعتز بمجاهدي شعبنا، وجميع أجنحته العسكرية الباسلة، التي هي عزنا ومصدر قوتنا وفخرنا ..
× ونؤكد على ثلاثية شعبنا:
الحقوق، والمقاومة، والوحدة الوطنية
فهي طريقنا إلى النصر والتحرير بإذن الله.
× وستظل القدس ملهمتنا الروحية، وعاصمتنا السياسية ..
والقدس، والأرض، وحق العودة
ثلاثية أخرى في ضمير شعبنا وبرنامجه السياسي.
" وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ "
" فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً "
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأحد 21/12/2003م
بيروت – لبنان
2009-01-28 12:26:43 | 396 قراءة