بمناسبة الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاقة /فتح .. انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي …
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة ..
يا أبناء فتح .. .. يا ثوار العاصفة البواسل
اليوم يبزغ فجر عام جديد من أعوام الثورة والنضال، التي يواصلها الشعب العربي الفلسطيني الأبي ضد الصهاينة الغزاة.
عام جديد يضاف إلى الأعوام التسعة والثلاثين التي انقضت منذ أن فجرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح وقواتها العاصفة، الثورة الفلسطينية المعاصرة، لتعلن بفعلها الكفاحي التاريخي هذا، فجر الأول من كانون الثاني عام 1965، انبعاث صوت الشعب الفلسطيني مدوياً، يخترق جدار الصمت الذي لف قضية فلسطين منذ أن أقام الصهاينة الغزاة كيانهم الغاصب على أرض فلسطين، في إطار المشروع الاستعماري الغربي، وما نتج عن ذلك من نكبات لحقت بالشعب الفلسطيني، اغتصاباً وهجرةً وتشرداً ومعاناةً، وما لحق بأمتنا من مؤامرات ومخاطر واستهدافات.
تسعة وثلاثون عاماً والشعب الفلسطيني الأبي يجسد مسيرة نضال وتضحية وشهادة، متمسكاً بهويته الوطنية وبكامل حقوقه، مؤكداً على وحدته ووحدة أرضه وقضيته.
تسعة وثلاثون عاماً والشعب الفلسطيني المقاوم يخوض نضاله التحرري العادل ضد أعتى نماذج الاستيطان الفاشي الذي عرفته شعوب عديدة طيلة سنوات الاستعمار البغيض، والذي يجسده اليوم الكيان الصهيوني الغاصب، صامد في وجه آلة الدمار وترسانة الأسلحة الأمريكية الصهيونية، يتصدى لغزوة إمبريالية صهيونية هدفها تهويد فلسطين، وإخضاع الوطن العربي، وفرض الشروط والإملاءات على أمتنا، والتحكم في حاضرها ومستقبلها، ونهب ثرواتها وفرض سطوتها ونفوذها عليها، يقف في الخندق المتقدم للدفاع عن الأمة كلها،وعن حاضرها ومستقبلها وهويتها،مواصلاً درب الكفاح المديد لشعبنا منذ أن وطأت أقدام الصهاينة الغزاة أرض فلسطين،مؤمناً أن هذه الغزوة الاستعمارية ستندحر مثلما دحرت أمتنا على امتداد تاريخها كل الغزوات التي استهدفتها.
تسعة وثلاثون عاماً والشعب الفلسطيني الأبي يمضي على درب الآلام والمعاناة والتضحية، انتفاضة تلو انتفاضة، ينهض من وسط الدمار والحرائق والمجازر والتدمير، معلنا لأمته وللعالم أجمع أنه شعب حي يختزن تجربة كفاحية هائلة، لم تضعف عزيمته، مؤكداً أن فلسطين من البحر إلى النهر وطن الشعب الفلسطيني، وأن نضاله نضال عادل وحق مقدس ومشروع، وأن شعلة الثورة لن تنطفئ إلا بهزيمة الغزاة واندحارهم.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي
ياجماهير أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء فتح .. يا ثوار العاصفة البواسل
تتزامن الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاقة حركة فتح، انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة وشعبنا الفلسطيني يخوض نضاله البطولي عبر انتفاضة عارمة تدخل اليوم شهرها الأربعين، عصيّة على التطويع والإخماد، لحمتها موقف شعبي أصيل مقاوم، لا يعرف الاستكانة ولا الإستسلام، ووحدةً شعبية ميدانية مقاومة راسخة، عصية على التفتيت والتفكيك، وسداها الذي يزيد من اتقادها الدماء الحارة الزكية التي نزفت من ألوف الشهداء والجرحى.
لقد تعززت الانتفاضة بتآلف قوى شعبنا الحية وانخراط القوى الوطنية الفلسطينية بفعالياتها، وشكلت الحركة الشعبية الواسعة بزخمها وصلابتها واحتضانها للمقاومة والمقاومين، إلى جانب القوى الوطنية الفلسطينية بمختلف اتجاهاتها، وفي المقدمة منها بنية وقاعدة وشبيبة حركة فتح داخل الوطن المحتل بدورها البارز والمميز في فعاليات الانتفاضة والمقاومة، مسقطة أوهام الحلول والتسويات، ومتصدية لمشاريع وقف الانتفاضة والمقاومة، مكونات الوحدة الميدانية في فعاليات الانتفاضة ومواجهة العدوان الصهيوني الغاشم.
فواصل شعبنا انتفاضته ومقاومته بعنفوان وإباء لا تفت في عضده أو تنال من عزيمته وإرادته وصموده، الجرائم والمجازر وسياسة الحصار والإغلاق، والاغتيالات وحملة الاعتقالات الواسعة، محدداً خياره الوطني، انتفاضة ومقاومة، بعدما كشف عقم مسار ( السلام المزعوم) وأيقن أن هذا المسار نهجاً وأسلوباً ونتائجاً ما هو إلا تضييع وتصفية للحقوق، وخضوع مشين لإرادة ومشيئة العدو.
لقد هب شعبنا منتفضاً مستخلصاً بحسه الثوري المرهف وتجربته النضالية الوطنية الطويلة سقوط أوهام التصالح والتعايش مع العدو الغاصب، وسقوط وهم قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس من خلال نهج المفاوضات، لذلك تشبث بخط الكفاح والمقاومة، كخطٍ يحافظ على الوحدة الوطنية ويصونها، ويحفظ القضية حية من مؤامرات التصفية، ويحمي الحقوق من نهج المساومة والتفريط.
تتواصل الانتفاضة والمقاومة وشعبنا الفلسطيني يدرك الإنجازات الوطنية التي حققها في أتون الصراع، واعياً النتائج والثمار التي يحصدها بصموده ومقاومته وتضحياته، يتصدى ببسالة لكل من يحاول إطفاء الانتفاضة والمقاومة ويهدر إنجازاتها.
وفي هذا السياق فإن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح تؤكد في هذه المناسبة جملة الاستخلاصات الهامة التي أبرزتها الانتفاضة وترى أهمية الوقوف عندها والتأكيد والبناء عليها، وابرزها :-
- قدرة الانتفاضة والمقاومة على تعديل مسار الصراع العربي- الصهيوني، في وضع حدٍ نهائي لمقولات وجهود فرض تسوية أمريكية- صهيونية تنتقص من الحق الوطني والقومي .
- أظهرت بصورة جلية الوحدة العضوية بين المشروع الصهيوني والمشروع الامبريالي الأمريكي، فانكشفت أمريكا على حقيقتها عدواً لشعبنا وأمتنا، فسقطت كل محاولاتها تسويق نفسها راعية لعملية ( السلام).
- أعادت الاعتبار وبقوة لاستراتيجية وتكتيك حرب الشعب طويلة الأمد، ونجحت بتجديد الكثير من العلوم والمعارف العسكرية، التي ابتدعتها، فطورت من فكرة الاستشهاد، والاستعداد للتضحية بالنفس والأموال، فأصبح الاستشهاد حالة شعبية تكشف عن قدرات الشعب الفلسطيني الهائلة في توفير سبل المقاومة وتطوير أدائها.
- نجحت في خلخلة أسس ومقومات الكيان الصهيوني الغاصب فأسقطتها الواحدة تلو الأخرى، أسقطت نظرية الأمن الصهيوني، وأظهرت عجز القوة العسكرية، وضعضعت القوة الاقتصادية، وتراجعت الهجرة إلى فلسطين المحتلة، وزادت معدلات الهجرة المعاكسة.
- دفعت الكيان الصهيوني الغاصب إلى مرحلة من الاضطراب والتأزم، وأثارت في بنيته نقاشات جدية حول مدى إمكانية استمرار بقاء الكيان، مما دفع العديد من الباحثين وذوي الخبرة فيه للبحث عن آليات الخروج من خطر السقوط والانهيار.
ياجماهير شعبنا الفلسطيني الأبي
ياجماهير أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء فتح .. ياثوار العاصفة البواسل
لهذه العوامل مجتمعة تتكالب المخططات والمؤامرات والمساعي الحثيثة لوقف الانتفاضة والمقاومة، للحيلولة دون تناميها وتطورها، وتحقيق أهدافها، متبعةً سياسة العصا والجزرة، فمن تصعيد العدوان الصهيوني الوحشي على شعبنا في مختلف مدنه وقراه ومخيماته، في مسعىً بائس لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض الاستسلام عليه، إلى بناء جدار الفصل العنصري لاستكمال سياسة عزل المدن والقرى الفلسطينية عن بعضها البعض، إلى الوعود الزائفة التي حملتها الخطط المسمومة وخاصة ما يسمى (خطة خارطة الطريق).
وتعد هذه الخطة من أخطر المشاريع التصفوية التي طرحت في بورصة التآمر على الانتفاضة والمقاومة، فتجاوزت هدف إجهاض الانتفاضة وضرب المقاومة إلى تصفية قضية فلسطين برمتها، وإهدار حقوق الشعب الفلسطيني مقابل وعود وهمية بإقامة (دولة فلسطينية) في أجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة.
وغني عن القول أن خطة خارطة الطريق خطة أمنية في المقام الأول تسعى لإخماد الانتفاضة والمقاومة ، وتجريد الشعب الفلسطيني من عوامل صموده ومنعته وقوته، ولا يبدل من هذه الحقيقة إلباسها ثوباً سياسياً من خلال الوعد بإقامة ( دولة) في نهاية الطريق.
لقد استلهمت الولايات المتحدة الأمريكية الرؤية الصهيونية كاملة عند إعلانها عن الخطة، فجاءت تأكيداً على التحالف الوثيق،وعلى قوة ورسوخ الشراكة الاستراتيجية الأمريكية- الصهيونية،والتزام أمريكا بتوفير الدعم العسكري والأمني،والسياسي والدبلوماسي، والمادي للكيان الصهيوني الغاصب.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي..
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة..
يا أبناء فتح .. يا ثوار العاصفة البواسل..
في الوقت الذي كان يواجه فيه شعبنا أقسى وأشرس الحملات العسكرية والأمنية الصهيونية التي تستهدفه على كل الأصعدة، وفي الوقت الذي كانت تتأجج فيه الانتفاضة، وتؤجج فيه مشاعر الغضب في صدور وقلوب جماهير أمتنا على امتداد الوطن، وتعلن بصوت عال رفضها للبرنامج الأمريكي- الصهيوني وللاتفاقات الموقعة مع العدو، وتطالب بمقاطعة العدو، وتقاوم التطبيع، وتطالب بفرض المقاطعة على البضائع الأمريكية، وبفتح الحدود مع فلسطين المحتلة لتقوم بدورها في مواجهة العدو، في هذا الوقت بالذات كانت الاتصالات واللقاءات تجري في الخفاء في عدد من العواصم الأوروبية مع رموز صهيونية بغية التوصل إلى صفقاتٍ لإنهاء الصراع وإجراء ما أسموه بالمصالحة التاريخية، من خلال إنتاج وثيقة الذل والهوان، وصك الاستسلام الجديد المعروف بوثيقة جنيف.
لقد بلغ استهتار هذه الشريحة المستسلمة بالشعب الفلسطيني وحقوقه،وبحقائق الصراع مع العدو الصهيوني مداه، وبهذا الاستهتار والاذعان تنخرط هذه الشريحة التي نظمت ووقعت هذه الوثيقة في برنامج وأد الانتفاضة والمقاومة، وفتحت الباب واسعاً للتنازل والمساومة على كل القضايا التي سميت قضايا الحل النهائي في عملية التسوية- التصفية،وذهبت بعيداً في الإقرار بجوهر الفكر الصهيوني من خلال الحديث عن ( الشعب اليهودي)،وفي المساس بمدينة القدس، والتنازل عن حائط البراق، لتصبح القدس مجرد أحياء متنازع عليها تطبيقاً لمقولة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ما هو للعرب للعرب، وما هو لليهود لليهود،وصولاً إلى المساس بحق العودة، وتصفيته نهائياً من خلال خيارات حل مشكلة اللاجئين وما يعني ذلك من طمس الهوية الوطنية عن أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في ساحات الشتات.
لقد ضربت هذه الشريحة المستسلمة مصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه كاملةً، وهدرت تضحياته،وتساوقت مع المشاريع الأمريكية الصهيونية فوضعت نفسها كما وصفتها جماهير شعبنا داخل الوطن المحتل وفي كل مكان في معسكر الخيانة.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة
يا أبناء فتح .. يا ثوار العاصفة البواسل
إن مهماتٍ وطنية كبرى تقع على عاتق شعبنا وقواه الوطنية المناضلة والمجاهدة وعلى عاتق أمتنا وقواها الحية تحتمها شراسة وغطرسة وأهداف الهجمة الإمبريالية الصهيونية على شعبنا الفلسطيني وعلى أمتنا جمعاء.
إن اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح تؤكد إنطلاقاً من أن خيار الانتفاضة والمقاومة هو الخيار الوطني في مواجهة الحرب المفتوحة على شعبنا الفلسطيني، على المهام التالية:
أولاً:- على صعيد جماهير شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948
العمل على تعزيز نضال وصمود شعبنا في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، والعمل على ربط نضال وكفاح هذا الجزء المناضل من شعبنا بنضال شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة على قاعدة وحدة القضية ووحدة الأرض والشعب، ولهذه المهمة أهمية وطنية، خاصة أن العدو الصهيوني يتحفز لجملة من الإجراءات والقمع والتنكيل بهذا الجزء من شعبنا، بعدما استخلص العدو عدم إمكانية تغييب هوية شعبنا ودمجه في التجمع الاستيطاني الصهيوني، وطمس دورهم في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية.
ويتطلب هذا قدرة على الدمج المبدع بين المهمات التي تطرحها خصوصية وضعهم الراهن، وارتباطهم بالأهداف العامة لنضال شعبهم وأمتهم، حيث اتضح فساد الدعوات إلى الاندماج والمساواة في كيان عنصري، ويزيد من أهمية هذا التحديات الخطيرة التي تواجههم وفي المقدمة منها خطر ( الترانسفير)، الذي فاقمه تأكيد الرئيس الأمريكي بوش ، ورئيس حكومة العدو الصهيوني شارون في قمة العقبة بأن ( إسرائيل) دولة يهودية، وما جرى ترجمته في مؤتمر هرتسليا مؤخراً حيث رأى نتنياهو وزير المالية في حكومة شارون أن فلسطينيي عام 1948 يشكلون خطراً ديمغرافياً على كيانهم الأمر الذي يستدعي مكافحة هذا الخطر.
ثانياً:- على صعيد حماية الانتفاضة والمقاومة وتصعيدهما
- تحشيد كل الجهود والإمكانات لتصليب وتعزيز الصمود والمقاومة ومنع التفريط بالإنجازات، ورفض الأوهام عن حلولٍ واتفاقات أمنية، والتصدي لكل دور أو مشروع يستهدف حرف الانتفاضة عن خطها ووسائلها وأهدافها المتمثلة في طرد وكنس الاحتلال دون قيد أو شرط، وتطبيق حق العودة، وتتطلب هذه المهمة فضح الشريحة المستسلمة التي تساوقت مع المطالب الأمريكية الصهيونية وسارعت إلى إعداد نفسها مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، وبعض أطراف النظام الرسمي العربي لتنخرط في برنامج وأد الانتفاضة والمقاومة، وهي شريحة لا زالت كامنة بانتظار نضوج الظروف لتعود تطل برأسها من جديد.
- تعزيز اللحمة الميدانية الشعبية وتطوير الآليات التي ابتدعتها الانتفاضة على أرض الواقع ليظل الانخراط بالانتفاضة والمقاومة الهدف الأول والطريق الوحيد الذي تتقرر عنده آليات التطور في حركة الصراع والمتغيرات في موازين القوى، فالمرحلة لا زالت مرحلة تحرر وطني، مرحلة بذل وتضحية، وما يترتب على ذلك من دحض ثقافة التنازلات والتسويات.
- بناء وتشكيل القيادة الوطنية للانتفاضة على أساس تحقيق الهدف الوطني الراهن المتمثل في طرد وكنس الاحتلال دون قيد أو شرط، وعلى أرضية برنامج سياسي اقتصادي، كفاحي يضمن مواصلة الانتفاضة والمقاومة.
ثالثاً:- على صعيد الوحدة الوطنية
تحرص حركة التحرير الوطني الفلسطيني / فتح حرصاً عالياً على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وتدعو على الدوام لرص الصفوف وتحشيد الطاقات والإمكانات،وتؤمن الحركة بالحوار الوطني الهادف لتخليص العمـل الوطنـي
الوطني الفلسطيني من أزماته ومعضلاته، وتجاوز حالة الانقسام والتشرذم،وبلوغ أرقى أشكال الوحدة الوطنية.
وتؤكد على تمسكها بمبادرتها الوطنية التي أطلقتها في شهر نيسان عام 2001 من أجل حماية الانتفاضة والمقاومة، وتحقيق حق العودة، وبناء الوحدة الوطنية الفلسطينية، على أساس الميثاق الوطني الفلسطيني، وفي إطار إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وتؤكد في هذا المجال على ثوابت المبادرة ومنطلقاتها في تشخيص المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني راهناً مرحلة تحرر وطني سمتها المقاومة، الأمر الذي يستدعي الإقلاع عن نهج المفاوضات وأوهام التصالح والتعايش مع العدو الغاصب، والتأكيد على أبعاد قضية فلسطين العربية والإسلامية من خلال عقد مؤتمر شعبي فلسطيني- عربي- إسلامي لتوسيع دائرة الحوار وتحديد الأهداف الراهنة وتحمل المسؤوليات التاريخية.
ومن هنا فإن الحركة وقد توقفت أمام جولات الحوار في القاهرة عبرت عن دهشتها لغياب البرنامج الوطني الذي يحدد ويشهر الهدف الراهن في إطار استراتيجية واضحة، هدف يربط بين ما هو مرحلي وما هو استراتيجي، ليحل محله نقاش حول وقف إطلاق النار وتفويض السلطة وتحييد المدنيين إلى آخر المطالب التي أثيرت في الاجتماعات.
إن اللجنة المركزية للحركة من موقع تأكيدها وتمسكها بالوحدة الوطنية الفلسطينية ستظل تدعو لحوار وطني تتم فيه أوسع عملية مراجعة وتقييم لكل ما اعترى العمل الوطني الفلسطيني من مثالب وكوارث، وما آلت إليه قضية فلسطين من مخاطر، وإلى استخلاص الدروس والعبر، وصولاً لبرنامج وطني يقوم على مواصلة الانتفاضة والمقاومة، حوار تساهم وتشارك فيه إلى جانب القوى والفصائل الفعاليات والشخصيات الوطنية داخل الوطن المحتل وخارجه لرسم استراتيجية العمل في المرحلة القادمة وسبل تحقيقها على كل الأصعدة.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني الأبي …
يا جماهير أمتنا العربية المجيدة …
يا أبناء فتح .. يا ثوار العاصفة البواسل ..
في ظل الأزمة والمأزق الذي يواجهه البرنامج الأمريكي- الصهيوني سواء في فلسطين أو العراق، من خلال مقاومة الشعب العراقي الباسلة،وهي مقاومة متصاعدة ومتسعة على امتداد أرض العراق الشقيق، والتي سيتحقق بتطورها وتناميها وانتصارها إفشال المشروع الامبريالي، في ظل هذا المأزق يسعى معسكر أعداء أمتنا إلى تصعيد حدة الاستهدافات التي تنال من صمود سوريا ومكانتها ودورها، ولقد جاء تصديق الرئيس الأمريكي بوش على قانون محاسبة سوريا الذي أصدره الكونغرس الأمريكي أحد أشكال هذه الاستهدافات، نظراً لما تمتع به سورية من مكانة عربية ودولية، ولتمسكها بالثوابت الوطنية والقومية، وتأييدها القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما تتصاعد حدة التهديدات ضد لبنان الشقيق ومقاومته من خلال حملة الضغط على حزب الله، ويأتي هذا كله في سياق وإطار استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية،ونزعتها العدوانية، وأهدافها المتمثلة في بسط السيطرة والنفوذ على وطننا وأمتنا، ليسهل عليها إقامة نظام شرق أوسطي جديد يمزق الأمة ويفتتها وينال من هويتها وحضارتها.
إن أمتنا وقواها الحية مدعوة اليوم لاستنفار قواها وحشد طاقاتها وتوظيف إمكاناتها لمواجهة هذه الاستهدافات،ودعم صمود ومقاومة الشعبين الفلسطيني والعراقي ، اللذان يواجهان اليوم أعتى وأخطر حلقة من حلقات الهجمة الامبريالية الصهيونية، ودعم صمود سوريا ولبنان، فالولايات المتحدة الأمريكية وثكنتها المتقدمة الكيان الصهيوني لن يكونوا بحال من الأحوال قدر أمتنا مهما بلغ جبروتهم وسطوتهم ونزعتهم العدوانية.
يا أبناء فتح … يا ثوار العاصفة البواسل
ليكن هذا العام عام تشديد النضال، وتعزيز الانتفاضة، وتصعيد المقاومة
ليكن هذا العام عام إسقاط كل الحلول والمشاريع والاتفاقات التصفوية
ليكن هذا العام عاماً نجدد فيه العهد على مواصلة النضال والكفاح، متمسكين بمبادىء فتح وأهدافها وتراثها النضالي.
لنجسد يا أبناء فتح، يا ثوار العاصفة البواسل، يا أبناء قوات عمر المختار، يا أبناء كتائب شهداء الأقصى، وكتائب العودة، بالصمود والمقاومة شعار فتح الخالد ، ثورة حتى النصر.
تحيةً لفتح في يوم انطلاقتها، تحيةً لفتح وقواتها العاصفة، وأجنحتها العسكرية المقاومة وهي تتجسد بالدم في مسيرة النضال، ديمومةً للثورة وشعلة الكفاح المسلح.
التحية لكم يا جماهير شعبنا الفلسطيني على أرض فلسطين كل فلسطين.
التحية لكم يا أهلنا في الجليل والمثلث والنقب،والضفة الغربية وقطاع غزة ..
التحية لكم يا جماهير شعبنا المناضل في ساحات اللجوء والشتات ..
التحية لقوات عمر المختار،وكتائب القسام،وسرايا القدس، وشهداء الأقصى، وكتائب العودة، وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى،ومجموعات خالد أكر،وكتائب المقاومة الوطنية، وكل المناضلين والمجاهدين على أرض فلسطين .
التحية لكل قوى الصمود والممانعة في أمتنا العربية والإسلامية، ولكل يد مقاومة للغزو الصهيوني والأمريكي.
التحية لمقاومة الشعب العراقي الباسل الذي يواجه اليوم بدم أبنائه وشهدائه العدوان الأمريكي الغاشم.
التحية للبنان المقاوم وجيشه الوطني ومقاومته الوطنية والإسلامية وفي المقدمة منها حزب الله.
التحية لسورية الشقيقة، لشعبها الأبي، وجيشها الباسل،وحزبها القومي حزب البعث العربي الاشتراكي،ولسيادة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ..
المجد والخلود للشهداء الأبرار ..
والخزي والعار للمستسلمين ..
وإنها لثورة حتى النصر
اللجنـة المركزيـة لحركة
التحرير الوطني الفلسطيني
فتـــح
فلسطين المحتلة:1/1/2004
2009-01-28 12:53:25 | 438 قراءة