سيدي خادم الحرمين الشريفين
تشرفنا هذه الأيام بدعوتكم الكريمة، النابعة من القلب، والنابعة من الوجدان والضمير، ضمير الرجل الكبير المسؤول عن هذه الأمة العربية والإسلامية، والذي يشعر بأحاسيس هذه الأمة، ويشعر بآمال وألام هذه الأمة.
أقول نحن لبينا هذه الدعوة الكريمة، في رحاب البيت العتيق وفي رحاب مكة المكرمة، في رحاب أطهر مكان في الدنيا، لنتباحث ونتحاور ونصل إلى نتيجة ترضى الله أولاً، ثم ترضى شعبنا وأمتنا، وتضعنا على سكة السلامة للوصل إلى شاطئ السلامة باستقلال البلد العزيز علينا وعليكم فلسطين.
هذه المبادرة والحمد لله قد تكللت بالنجاح بفضل مساعيكم ومساعي أخوانكم جميعاً، الذين واصلوا الليل بالنهار، من أجل أن تنجح هذه المبادرة ولأن القلوب صادقة والنية لله صافية، فقد تم النجاح بإذن الله في هذه اللحظات الكريمة، حيث بدأنا مسيرة نرجو أن تستمر، ونرجو أن تتوقف كل الأعمال، التي نخجل والتي نشعر بالعيب منها، وأن ننطلق إلى العمل الجاد من أجل تحرير بلدنا.
وإن كنت أذكر يا صاحب الجلالة، أذكر مبادرات كثيرة وكثيرة جدا قامت به المملكة منذ أوائل تاريخ هذه القضية وأوائل القرن العشرين إلى يومنا هذا، نذكر المكرمات والمواقف الطيبة التي وقفتها المملكة.
ولكن هناك مبادرات سياسية، منها مبادرة المغفور له الملك فهد خادم الحرمين لشريفين 1982 والمبادرة لسياسية، التي حاولت أن تضع أساسا سياسيا للعملية السياسية الفلسطينية، ثم جاءت بعدها مبادرتكم الكريمة المبادرة الرائعة، والتي تم اعتمادها في قمة بيروت، تلك المبادرة التي كانت لها أسبابها، التي نعرفها جميعاً، لكنها في نفس الوقت كانت مبادرة كريمة وشجاعة، نعتز بها كل الاعتزاز، ونتمنى من لله سبحانه وتعالى أن يكتب لهذه المبادرة النجاح، لأنها ما زالت أساس قوي ومتين من الأسس السياسية، التي نرى أنها يمكن أن توصلنا إلى الحل السياسي.
وجاءت في الختام مبادرتكم الأخيرة، التي كما قلت جاءت من القلب ونرجو الله سبحانه وتعالى، كما كرمنا بجهودكم ورعايتكم الكريمة، أن نوقع هذا الاتفاق الآن أن نصل إلى النجاح بإذن الله.
سنتواصل مع الأخ إسماعيل هنية، لنبدأ عهد جديد بحكومة جديدة قادرة على الإقلاع وقادرة على إنهاء معاناة شعبنا، التي عاني منها طويلاً وهذه الحكومة، نتمنى لها التوفيق والتقدير، والتقدير كل التقدير والشكر كل الشكر، لخادم الحرمين الشريفين، لكم يا صاحب الجلالة على هذا المجهود.
2009-01-28 13:10:03 | 1613 قراءة