الحمد لله رب العالمين، والصلاة على أشرف المرسلين، نحمد الله تعالى على فضله وكرمه، ثم من بعد ذلك نتوجه بجزيل الشكر والتهنئة معا لك يا خادم الحرمين الشريفين، أيها الزعيم الذي نعتز بأصالته العربية والإسلامية، هو وأسلافه وأبنائه وإخوانه لصالح قضايا الأمة وقضية فلسطين، على وجه الخصوص.
جزاك الله خيراً ما جزي زعيماً عربياً عن قضية فلسطين، كانت مبادرتك الكريمة في افتتاح الحوار مدخلاً لحقن الدماء وإصلاح ذات البين من أعظم المعروف، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول صنائع المعروف تقي مصارع السوء.
فأسال الله يا خادم الحرمين، أن يحفظك ويحفظ بلدك وأهلك وإخوانك جميعاً، ويحفظ هذا البلد الكريم الذي هو مهوى أفئدة العرب والمسلمين جميعاً، أسال الله بفعلكم هذا الخير بحقن الدماء وبتوفيق المسلمين وأبناء فلسطين وإصلاح ذات البين، أسال الله أن يصيبكم خير الثواب.
والحمد لله على فضله والتهنئة من بعد ذلك، لشعبنا وجماهيرنا داخل الوطن وخارجه ولجماهير الأمة العربية والإسلامية، التي كانت ترقب حواراتنا لحظة لحظة، والحمد لله أننا جميعاً لم نخذلها و"حماس" و"فتح" لم يخذلا أمتنا.
وأنتم يا خادم الحرمين ومملكتكم الكريمة،لم تخذلوا أمتكم، بالعكس أنتم قدمتم في فرصة مباركة لإحداث الاتفاق، ومن ثم الإعلان المبارك عنه، فجزاكم الله خيراً.
أقول بهذه المناسبة الكريمة، أن هذا الاتفاق الذي نجحنا في عبور عقباته المتتالية، والتي أعاقت في طريقنا، ما جرى من دماء، ما كان لها أن تسفك بغير وجه حق، إن الذي أكرمنا بهذا الاتفاق وربط على قلوبنا، وأنزل علينا السكينة والطمأنينة هو الله تعالى أولاً، ثم مبادرتكم الكريمة والرعاية، التي بذلتموها بسخاء ومعكم أصحاب السمو والمعالي الأمراء والوزراء الفريق المبارك، الذي كان يتردد علينا لحظة بلحظة حتى وصلنا لهذا الاتفاق فجزاكم الله كل خير.
وأقول أيضاً دون أن نزكي أنفسنا نحن أبناء فلسطين أملا من أمتنا أن تفقد أو تهتز ثقتها في أهلكم في فلسطين، لأنهم أصلاء عروبة ودينا وإسلاماً وخلقاً وشهامة ورجولة، وإن الصفحات الماضية التي ساءتنا كما ساءتكم، هي صفحات استثنائية، سنطويها من تاريخنا الفلسطيني، لكن الأصالة ردتنا إلى أصولنا برعايتكم الكريمة ومن قبل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى.
إذن هذه الأصالة في أبناء فلسطين في المناضلين والمجاهدين، ثم ببركة شهدائنا الذين استصرختنا دمائهم وأرواحهم، عند رب العالمين، وكذلك صرخات ورجاءات أخواننا الأسرى في سجون الاحتلال، إضافةً إلى كل المخلصين.
الحمد لله على هذا الخير، الذي تجلى في هذا الاتفاق المبارك، لكن يبقي لكم يا صاحب الجلالة يا خادم الحرمين الشريفين، هذا الفضل بعد الله سبحانه وتعالى، أن وفرتم هذا المناخ والبيئة، التي سمحت بإنجاز هذا الاتفاق فالحمد لله على فضله.
وأشكر الأخ الرئيس "أبو مازن" على جهده المميز الذي بذله معنا، وأشكر أخوانه في وفد حركة "فتح"، ودون أن أزكي أخواني في وفد حركة "حماس"، وأثني على ما بذلوه من جهد حتى تقاربنا وألف الله بين قلوبنا وقصرنا المسافات، حتى وصلنا بفضل الله لهذا الاتفاق المميز.
وأقول بكل صراحة، إلى الذين يقلقون ويخوفون، أن هذا الاتفاق ربما يجرى عليه ما جرى على سابقه، أقول: "لا إننا عاهدنا الله من هذا المكان الطاهر، ببركة المكان وقداسة المكان بجوار الكعبة المشرفة في بلد الله الحرام، الذي هو شقيق القدس وشقيق المدينة المنورة والأقصى والمسجد النبوي، هذه القداسة وهذه الحرمة، إضافةً إلى ارتباطها بفلسطين، وإلى خطورة المرحلة ومكانة المملكة العربية السعودية المميزة، وكل الألم الذي أصابنا أقول لكم لا، إن شاء لله هذا الاتفاق، سيكون مصيره الالتزام الكامل بعون الله تعالى".
ونعاهد اللهم ونعاهد أمتنا أننا سوف نعود إلى بلادنا ملتزمون بهذا الاتفاق، وأخاطب أخواني في حركة "فتح" وحركة "حماس" وأخاطب شبابنا ومناضلينا وأطفالنا على أرض فلسطين أقول لهم هذه قيادات أكبر فصيلين، لا يستند أحدكم على أرض فلسطين إلى أي مرجعية تشعر أنها تأمره لإطلاق النار، وسوف نرفع الغطاء عن كل من يطلق النار بعد هذه اللحظة، ومن هذه اللحظة أوصى الجميع أن يتوقف التحريض المتبادل، وأن نسلك سلوكا أخويا بثقافتنا وإعلامنا، حتى نتفرغ لقضيتنا الأساسية كيف نستعيد أرضنا، قدسنا وأقصانا، هذا الأقصى والقدس، التي أعرف يا خادم الحرمين الشريفين حرصكم عليها لكنها تحتاج إلى جهد فلسطين وعربي وإسلامي برعايتكم الكريمة، ونريد أن نتفرغ من أجل القدس والأقصى وإطلاق سراح الأسرى واستعادة أرضنا وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
أعاهدكم يا خادم الحرمين الشريفين ويا كل الحضور الكرام أننا سنبنى بيتنا على أسس صحيحة، ترضى الله تعالي، فالصف الفلسطيني عندما يتوحد بوحدة "فتح" و"حماس"، هو صف قوي قادر على النهوض بالمسؤوليات.
نخاطب المجتمع الدولي، من خلال هذه المنصة القوية بفضل لله تعالى سوف نتفرغ لهمومنا لأن عندنا هموم كبيرة نريد أن نتفرغ لها، فهناك التزام وهناك وحدة وقد تعاهدنا على الشراكة، وسوف نتابع أنا وأخي الرئيس "أبو مازن" والأخ إسماعيل هنية، رئيس الوزراء سوف نتابع جميعاً، رعاية هذه الشراكة، ليس فقط حكومة وحدة وطنية، بل شراكة يثق بها شعبنا وأمتنا، ثم من بعد ذلك لنصل لأهداف شعبنا الكبيرة.
هذه مشاعرنا ونحن صادقون، وأنا واثق أن الله سيعيننا على شياطيننا، وعلى أنفسنا وسوف يعيننا على أن نترجم هذا الاتفاق، إلى عمل وقيمة هذا الاتفاق أن يتحول إلى عمل بإذن الله تعالى.
وأسال الله تعالى أن يلهمنا السداد والصواب، وأن يفتح علينا وعليكم وأن يستل من قلوبنا أحقادها ويجعلنا مقبولين عند الله، ونسأل الله حسن الخاتمة وأن يتقبلنا من الصالحين، ويتوفنا وهو راض عنا وأن يجزيكم يا خادم الحرمين الشريفين وإخوانك الكرام وأن يجزي قادة ومسؤولي هذا البلد كل الثواب على رعايتنا.
2009-01-28 13:10:43 | 1629 قراءة